شجرة النيم: فوائدها ومحاذير استهلاكها

شجرة النيم

شجرة النيم (بالإنجليزية: Neem)، واسمها العلمي Azadirachta indica؛ هي نوع من الأشجار دائمة الخضرة موطنها الهند، وهي عشب طبي مشهور كان جزءًا من العلاجات التقليدية التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 5000 عام، فهي تحتوي على أكثر من 130 مركبًا نشطًا بيولوجيًا مختلفًا، لذلك فهي مضاد فعال للفيروسات والبكتيريا، إلى جانب كونها منبهًا مناعيًا قويًا، ويستخدم مستخلص شجرة النيم منذ فترة طويلة في تخفيف العديد من المشاكل الصحية بما في ذلك الربو، والإمساك، والسعال، والسكري، وقرحة المعدة، وعسر الهضم، وأمراض اللثة، والتهاب المسالك البولية، حيث إن معظم أجزاء شجرة النيم لها فوائد طبية، فلأوراقها، ولحائها، وأغصانها، وزهورها، وثمارها خصائص طبية عديدة، كما أنّ معظم أجزاء شجرة النيم طعمها مرّ للغاية باستثناء أزهارها، ولذلك يمكن استخدام أزهارها طازجة أو مجففة لطهي العديد من الأطباق.^[١][٢]

المركبات الفعالة في شجرة النيم

تحتوي أوراق شجرة النيم الطازجة على العديد من المركبات التي تعطيها خصائصها المضادة للجراثيم وللفطريات، كما تحتوي البذور على مركبات نباتية مهمة، ومن هذه المركبات ما يأتي:^[٣]

• مركبات فلافونويد البوليفينولات (بالإنجليزية: Polyphenolic Flavonoids)؛ مثل الكيرسيتين (بالإنجليزية: Quercetin)، والبيتا-سيتوستيرول (بالإنجليزية: ß-Sitosterol).
• مركب الجدونين (بالإنجليزية: Gedunin).
• مركب الأزاديراشتين (بالإنجليزية: Azadirachtin).

فوائد شجرة النيم

يشيع استخدام مختلف أجزاء شجرة النيم للحصول على بعض الفوائد الصحية، ويتم استخدامها إمّا عن طريق تناولها أو التطبيق الموضعي لبعض المنتجات التي تحتوي عليها مثل معاجين الأسنان، أو غسولات الفم، أو الزيوت المستخلصة منها، وفي ما يأتي بعض أهم استخداماتها وفوائدها المحتملة:^[٢]

• التخفيف من أعراض قرحة المعدة: يُعتقد أن استهلاك مستخلصات شجرة النيم قد يساعد على التخفيف من قرحة المعدة، حيث أشارت الدراسات الأولية إلى أن مستخلصاً لحاء النيم قد يساعد في السيطرة على قرحة المعدة عن طريق تثبيط إفراز أحماض المعدة.^[٤]
• تقليل خطر الإصابة بمرض السرطان: تشير بعض الدراسات إلى أنّ مستخلصات شجرة النيم قد تمتلك خصائص مضادة للسرطان، بما في ذلك خصائص تحفيز المناعة وتثبيط الورم، ومع ذلك، هنالك الحاجة إلى تجارب سريرية لاختبار فعالية النيم في الوقاية لأي نوع من أنواع السرطان.^[٢]
• المحافظة على صحة الأسنان: تشير العديد من الدراسات إلى أنّ الغسولات التي تحتوي على مستخلصات شجرة النيم قد يساعد على مكافحة تراكم الترسبات وقليل خطر الإصابة بالتهاب اللثة.^[٥][٦]
• التخفيف من قشرة الرأس: يمكن أن يساعد استخدام الزيت المستخلص من شجرة النيم على التخفيف من مشكلة قشرة الرأس، وقد يُعزى السبب في ذلك إلى الخصائص الطبيعية المضادة للفطريات والمضادة للالتهابات في زيت شجرة النيم، وقد بيّنت بعض الدراسات المخبرية أنّ مادة التيربين (بالإنجليزية: Terpene) الموجودة في زيت شجرة النيم قد تُقلل من الاستجابة الالتهابية لفروة الرأس، لكن ما تزال الآلية الدقيقة لتأثير زيت شجرة النيم على فروة الرأس غير واضحة، حيث إن أسباب قشرة الرأس متعددة، وقد تكون بسبب الجلد الجاف، أو العدوى الفطرية، أو التهاب الجلد، أو غيرها من الأمراض الجلدية.^[٢]
• التخفيف من حب الشباب: قد يكون التطبيق الموضعي لزيت شجرة النيم مفيدًا في التخفيف من حب الشباب وأمراض الجلد الأخرى؛ وذلك بسبب خصائصه المضادة للالتهابات والبكتيريا، حيث أشارت إحدى الدراسات المخبرية إلى وجود مركبات خاصة في زيت شجرة النيم لها تأثير مضاد للجراثيم المُسببة لحب الشباب، كما لوحظ أن استخدام زيت شجرة النيم يمكن أن يكون ناجحاً كعلاج طويل الأمد لحب الشباب.^[٢]
• التخلص من قمل الرأس: يمكن أن يساعد استخدام مستخلصات شجرة النيم في القضاء على قمل الرأس، حيث أشارت إحدى الدراسات التي تشمل 12 طفلاً مصابين بالقمل، إلى أنّ استخدام شامبو يحتوي على مستخلصات شجرة النيم قد قضى تمامًا على قمل الرأس وبيوضه بعد 7-10 أيام من العلاج بدون آثار جانبية لاستخدامه.^[٧]
• تقليل خطر الإصابة بمرض الملاريا: تعدّ مستخلصات شجرة النيم فعالة ضد البعوض، لذلك فقد يكون له أيضًا خصائص مضادة للملاريا، حيث أن الملاريا هو طفيلي يحمله بعض البعوض.^[٧]

محاذير استخدام شجرة النيم

يعدّ تناول مستخلص لحاء شجرة النيم آمناً على الأرجح لمعظم البالغين عندما يؤخذ عن طريق الفم على المدى القصير، حيث تم استخدام جرعات تصل إلى 60 مليغرام يوميًا لمدة تصل إلى 10 أسابيع بأمان لدى البشر، ولكنه غير آمن عندما يؤخذ عن طريق الفم بجرعات كبيرة أو لفترات طويلة، فقد يسبب أضراراً للكلى والكبد، بينما يعدّ استخدام الهلام المستخلص من أوراق شجرة النيم آمنًا عند وضعه على باطن الفم لمدة تصل إلى 6 أسابيع، بينما فترة أمان استخدام زيت النيم على الجلد تصل إلى أسبوعين، وفي ما يأتي بعض الفئات التي تنصح بتجنب استخدام شجرة النيم أو توخي الحذر عند استخدامها:^[٨]

• المرأة الحامل: يُنصح بتجنب استخدام زيت شجرة النيم ولحائها عن طريق الفم أثناء الحمل، لأنه من الممكن أن يسبب الإجهاض.
• المرضعات: يُنصح بتجنب استخدام مستخلصات شجرة النيم خلال الرضاعة الطبيعية، حيث لا توجد معلومات موثوقة كافية لمعرفة ما إذا كان النيم آمنًا للاستخدام عند الرضاعة الطبيعية.
• الأطفال: يعدّ استخدام شامبو مستخلص النيم آمناً على الأطفال عند وضعه مرة أو مرتين على الرأس لمدة 10 دقائق ثم يشطف بالماء الدافئ، لكن يجب تجنب تناول بذور النيم وزيت البذور عن طريق الفم عند الأطفال، حيث يمكن أن تحدث آثار جانبية خطيرة وتشمل، القيء، والإسهال، والنعاس، واضطرابات الدم، والنوبات، وفقدان الوعي، والغيبوبة، واضطرابات الدماغ، والموت.
• المُصابون بأمراض مناعية: يمكن أن يزيد استخدام النيم من نشاط جهاز المناعة وبالتالي قد يزيد من أعراض أمراض المناعة الذاتية مثل: التصلب المتعدد، والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
• مرضى السكري: يمكن أن يخفض النيم من مستويات السكر في الدم، لذلك يجب مراقبة سكر الدم بعناية، وقد يكون من الضروري تغيير جرعة دواء السكري الخاص بالمريض.
• مرضى زراعة الأعضاء: يُنصح بتجنب استخدام النيم عند زراعة الأعضاء، حيث إنه قد يؤثر على استجابة الجسم للأدوية التي تزيد من فرصة نجاح زراعة الأعضاء.
• المقبلون على العمليات الجراحية: يمكن أن يخفض النيم من مستويات السكر في الدم، لذلك هناك قلق من أنه قد يتعارض مع السيطرة على نسبة السكر في الدم أثناء الجراحة وبعدها، لذلك يُنصح بتجنّب استخدام النيم قبل أسبوعين على الأقل من موعد الجراحة.